
27-5-2025
مؤتمر "انتخابات الهيئات المحلية كمدخل ومقدمة لاستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام"
نظم مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" بالتعاون والشراكة مع لجنة الانتخابات المركزية، مؤتمراً بعنوان "انتخابات الهيئات المحلية كمدخل ومقدمة لاستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام"
حضره ممثلي المؤسسات الرسمية والأمنية ومؤسسات المجتمع المدني، ممثلي الهيئات المحلية، ممثلي الفصائل الحزبية، ممثلي القوائم المستقلة، ممثلي المؤسسات الإعلامية ووسائل الإعلام، خبراء في الشأن الانتخابي، شخصيات اعتبارية، أكاديميين، ومواطنين.
هدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على أهمية الانتخابات المحلية كمسار ديمقراطي حيوي لإعادة بناء الثقة الوطنية، وتعزيز الشراكة السياسية، وتفعيل دور المواطنين في صياغة مستقبلهم السياسي والاجتماعي، وإنهاء الانقسام الفلسطيني المستمر منذ سنوات.
وأدار الجلسة الأولى للمؤتمر الأستاذ محمود الإفرنجي، والتي ناقشت " انتخابات الهيئات المحلية كفرصة لإعادة بناء الثقة واستعادة الوحدة الوطنية"، قدمت فيها المديرة التنفيذية للمبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية – مفتاح الدكتورة تحرير الأعرج ورقة تحدثت فيها حول أهمية التمثيل العادل للنساء والشباب وذوي الإعاقة في الانتخابات المحلية كمدخل للمصالحة الوطنية، ناقشت من خلالها مجموعة من المؤشرات الوطنية والإحصاءات المتعلقة بالفئات الثلاث وكيف يسهم ذلك كله في تحقيق المصالحة الوطنية، فمشاركة هذه الفئات يعزز توسيع قاعدة المشاركة الشعبية وشمولها والخطاب عدم اقتصارها على النخب والأحزاب الكبرى، وأيضاً تحييد الخطاب السياسي وإبراز احتياجات المجتمع، وبروز فئات شبابية ونسوية وذوي\ات الإعاقة مما يزيد من وجود قيادات مجتمعية جديدة تتجاوز الانقسام السياسي والصراعات الحزبية وأكثر قدرة على العمل الجماعي.
وأدار الجلسة الثانية للمؤتمر الدكتور أيمن الزرو، والتي جاءت بعنوان "نحو بيئة انتخابية داعمة للمصالحة الوطنية والإصلاح السياسي"، تحدث فيها مدير المرصد العربي للديمقراطية والانتخابات الأستاذ عارف جفال حول البيئة الانتخابية الداخلية المركبة والتي وزادت تعقيداً بسبب الانقسام، و البيئة الخارجية الضاغطة بسبب الاحتلال والتقسيمات المختلفة، مؤكداً أن أي عملية سياسية بمستوى الانتخابات العامة لا يمكن إجراءها دون أن يكون هناك حالة توافق بالحدود الدنيا على تقبل الآخرين، ومن أجل أن تكون الانتخابات حرة وتكون باختيار الناخب المستقل الحر، وحتى نعمل الأطراف ككل نحن بحاجة للحرية السياسية والتي سقفها لدينا هو القانون الأساسي الذي نص على التعددية السياسية والحريات، وأيضاً التوافق الداخلي بأن لا يلغي أحد الآخر حينها نستطيع أن نتقدم ونخلق بيئة انتخابية ملائمة. ونحن بحاجة إلى بيئة وطنية نجتمع عليها ونبادر نحن بها وننطلق بها ونحترم بها قانوننا الأساسي ويكون هو الموجه لخطواتنا القادمة.
وتناول مستشار سياسات المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية الأستاذ ناصيف معلم ورقة تناول فيها فرص وتحديات إجراء انتخابات محلية شاملة في الضفة الغربية وغزة، كغياب الإرادة السياسية، والاحتلال والحرب التدميرية على غزة وتردد المرشحين والواسطة والمحسوبية والانقسام وغيرها، وضرورة تشكيل كتلة انتخابية في القدس كنوع من التحدي للاحتلال الإسرائيلي والذي سيكون له أثر كبير في تعزيز مكانة الفلسطيني في القدس، مؤكداً أن الانتخبات تشكل فرصة في مواجهة الاحتلال ومنع بأن يكون الفلسطيني خدم للاحتلال، وفرصة لمحاسبة المرشحين الانتخابيين ولتأييد الشرعية وفرصة للتعرف على النواقص الشرعية ولإدخال تعديلات على القوانين وفرصة لتعزيز التشاركية الديمقراطية.
وناقش المشاركون في المؤتمر العديد من القضايا الهامة في ذات السياق موضحين أن انتخابات الهيئات المحلية هي الواجهة الأولى في تحدي الاستيطان ومواجهة الاحتلال ،وأن الحالة الفلسطينية بحاجة إلى حلول خلاقة من أجل الذهاب إلى مرجلة انتقالية وصولاً إلى الانتخابات التشريعية، مؤكدين على ضرورة تطوير البنية التحتية والعمل على تعزيز الصمود خاصة في ظل التحديات التي تعصف بالمجتمع وفي مواجهة الاستيطان وإرهاب المستوطنين، تظافر جهود كافة الجهات وتطوير تدخلات من أجل تعزيز المصالحة المجتمعية وتعزيز السلم الأهلي وإنهاء الانقسام، تعزيز مشاركة النساء والشباب والفئات المهمشة وإشراكهم في عملية صنع القرار وتعزيز الشفافية والمساءلة المجتمعية، تفعيل الاقتصاد المحلي من خلال تشجيع ودعم المشاريع الصغيرة، تعزيز دور المواطنين في المشاركة في الخطط التنموية وعملية صنع القرار، إعادة بناء الأجهزة الامنية بناء على أسس وطنية لا حزبية، إعادة توحيد وإصلاح القضاء ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، و ضرورة التوعية والإرشاد وتعزيز الثقافة المجتمعية من قبل كافة جهات الاختصاص ليكون المواطن وسيلة ضغط من أجل المطالبة بالتغيير وفرض حالة جديدة على صاحب القرار بإلزامه بالتغيير.